خلّصت طرق التدريس الإبداعيّة المعلمَ من تململ طالبٍ ونوم آخر، في حصص المعلومات الجافة أو النظرية، والتي تجعل الطلاب إما يتابعونها خوفاً من التوبيخ أو يملؤون الحصة بالشغب والفوضى، ولا شك أنّ هذا أسوأ ما قد يواجهه المعلم في مسيرته التدريسيّة.
لذا دعت الحاجة إلى ابتكار أساليب جديدة في التدريس، كانت نتاج بحثٍ طويلٍ ودراساتٍ عديدةٍ للعلماء والمربّين، استندت إلى فهم نفسيّة المتعلّم وسلوكه.
وقد قدّم تعدّد الطرق الإبداعيّة في التدريس خياراتٍ متنوعةً، ينتقي منها المعلم الطريقة التي تخدم هدفه وتناسب مادّته، فبعض إستراتيجيات التدريس الإبداعية تعتمد على التعاون بين الطلاب، وبعضها يركّز على المهارات الفرديّة.
وفي فصولنا الدراسية في مدارس المواكب الدولية حرَصنا دائماً على اتباع أفضل طرق التدريس الإبداعية التي تنمّي من شخصيّة الطالب، وتحفّزه لإعمال عقله وابتكار الحلول، وخلق الأفكار الجديدة، التي ستجعل منه شخصاً مُبدعاً في المستقبل.
ما هي طرق التدريس الإبداعيّة ؟
ساعدت طرق التدريس الإبداعي على تعزيز التفاعل بين الطالب وزملائه، وبين الطالب ومعلّمه خلال الحصّة الدراسيّة، فضلاً عن تشجيعه على العمل أكثر، وفق أسلوبٍ يستجيب لمتطلباته أكثر، ويُسرّع من زيادة وعيه.
وللحصول على هذه النتيجة، فقد جعلت استراتيجيات التدريس الإبداعي الطلاب وتفاعلهم وما يمكن للطالب استخلاصه من الدروس محور التركيز في الحصة الدرسية.
على خلاف الأساليب التقليديّة، التي تحرص على زيادة كميّة المعلومات لدى الطالب، ويكون المعلّم هو المحور في العملية التعليمية.
أفضل 7 طرق للتدريس الإبداعي
يجعل التدريس الإبداعي الطلاب يتعاونون على أداء مهمّاتٍ بسيطة، كبناء فريق عملٍ للقيام ببحثٍ ما، أو إنجاز مهمّاتٍ صعبةٍ كطرح المشكلات المعقّدة وإيجاد الحلول المناسبة لها، عبر شروطٍ خاصّةٍ يطلبها المعلم.
كما يساعدهم استعمال وسائل التعلم الإبداعي على ابتكار الفرضيات للتوصّل إلى حلٍ للمشكلة. وفيما يلي أفضل 7 طرق تدريس إبداعيّة؛ تُسهم في إشراك الطلاب في المناقشات وحلّ المشكلات، وغيرها من المواقف التعليمية:
1- العمل الجماعي
تكمن فائدة هذه الطريقة في تعليم الطلاب كيفيّة تبادل الأفكار واحترام آراء الآخرين وتقبّلها، فضلاً عن تدريبهم على إيجاد أفضل الحلول للمشكلات البسيطة أو المعقّدة، واتخاذ أنسب القرارات بشأنها.
الطريقة
تجري هذه الطريقة عبر تقسيم الطلاب إلى عدّة مجموعاتٍ صغيرة، ثم نمنحهم مهاماً ينبغي حلها بناءً على تعاون المجموعات وتبادل المعلومات فيما بينها.
2- العصف الذهني
تساعد هذه الطريقة من طرق التدريس الإبداعية على زيادة نشاط الطالب، واكتساب الفائدة من معلومات الآخرين وخبراتهم وطريقة تفكيرهم، وتُعلّم احترام آراء الآخرين وتقبّلها، فضلاً عن أنها وسيلةٌ مفيدةٌ لتطوير حلولٍ إبداعيّةٍ لحل المشكلات.
الطريقة
الهدف الرئيس في العصف الذهني هو إثارة التفكير، لذلك يجري تحديد المشكلة بوضوح، وتحديد المعايير التي ينبغي الالتزام بها، ثمّ يطلب المعلم من الطلاب طرح الأفكار دون نقدٍ أو تقييمٍ لأيّة فكرة؛ حتى يستمرّ سرد الأفكار دون توقف، إلى أن تفرغ جميعها.
ثمّ تبدأ الخطوة التالية، وهي التقاط الطلاب للأفكار المقترحة وتطويرها لإنشاء أفكارٍ جديدة، علماً أنّه ينبغي تعيين فردٍ لتدوين جميع الملاحظات، ثمّ يجري بعد انتهاء جلسة العصف الذهني دراسة الأفكار وتقييمها.
3- لعب الأدوار
يقوم أسلوب لعب الأدوار على تقمّص الطالب لشخصيّةٍ معيّنةٍ متعلّقةٍ بقضيّةٍ ما، فيتابع الأحداث التي تصيبها، ليتمكّن من دراسة هذه القضيّة من منظور هذا الشخص.
الطريقة
يثير هذا النوع من الممارسات اهتمام الطلاب، لذا ينبغي منحهم أدواراً تُشعل رغبتهم في تمثيلها؛ فيختاروا الشخصية التي يشعرون بها، ويمكنهم التفكير بدلاً منها.
وبعد توزيع الأدوار، يجري تقديم عددٍ من المعلومات الواضحة والمحددة عن هذه الأدوار؛ كي يتمكّن الطلاب من تأديتها بثقةٍ، ثمّ يُخصّص بعض الوقت لاستخلاص المعلومات ومناقشتها.
4- التفكير التصميمي
ترتكز هذه الطريقة من طرق التدريس الإبداعي على إيجاد حلولٍ للمشكلات، وتحقيق التعاون، وإثارة الإبداع لدى الطلاب.
الطريقة
التفكير التصميمي عمليّة غير خطيّة، تتكوّن من 5 مراحل، تُرتّب وفقاً لدروسك والأنشطة التي تستعملها.
وتتمثّل المراحل الـ 5 بالتالي:
- اختبر: تعتمد على جمع الملاحظات، وتدوينها، واختبار الحلول وتقييمها.
- فكّرْ: أعمِلْ عقلك، وابتكر أفكاراً إبداعيّةً جديدةً.
- حدّدْ: اعرفْ القضايا وشخّصها، وادرس إمكانيّة حلّها.
- تعاطفْ: نمٍّ عواطفك، وتعرّف إلى ما يتطلّبه الحل.
- دوّنْ: اصنع نموذجاً من الحلول على مسودةٍ خاصّة بك؛ لتستكشف أكبر قدرٍ من الأفكار.
5- الحقيبة التعليمية
يُراعي هذا النوع من الطرق المقدرات والفروق الفرديّة لدى الطلاب، ويُعزّز لديهم فكرة الاعتماد على الذات، علماً أنّ الحقيبة التي تُقدّم للطلاب تحوي مواداً تعليميّة تضمّ معلوماتٍ كاملةً عنها وعن مكوّناتها، والغايات التي تُحقّقها.
الطريقة
تقوم على عمل اختباراتٍ تقويميّة قبل الدرس وبعده، ناهيك عن احتوائها على عدّة وسائل تعليميّةٍ تُساعد في المنهج الدراسي.
6- نموذج سكامبر (scamper)
يُعدّ نموذج سكامبر أحد أفضل الطرق المستخدمة في استجماع القدرة على الإبداع والعصف الذهني، ويُستخدم في حلّ المشكلات والتغلّب على العقبات.
ويقوم على استخدام قائمةٍ من الأسئلة تدعم دراسة المشكلة؛ لخلق أفكارٍ وحلولٍ جديدةٍ للتفكير فيها، وتتمثّل الأسئلة في التالي:
- تبديل: ما الذي يمكنك استبداله؟
- إضافة: ما الذي يمكنك جمعه لحلّ المشكلة؟
- التكيّف: ما الذي يمكنك تحويله واستخدامه لحلّ المشكلة؟
- التعديل أو التصغير أو التكبير: هل يمكنك تعديل عنصرٍ ما؟ ما الذي يمكنك إضافته؟ وما الذي يمكنك إزالته؟
- إعادة الاستخدام: كيف يمكنك استخدام العنصر بطريقةٍ مختلفةٍ أو لغرضٍ آخر؟
- إزالة: ما الذي يمكنك التخلّص منه؟
- إعادة الترتيب: ما الذي يمكنك إعادة ترتيبه بطريقةٍ أخرى؟
الطريقة
تعتمد هذه الطريقة على جعل الطلاب يفكّرون في اختلاق حلولٍ مناسبة، وتتمّ الطريقة عند توفير قائمةٍ بالأفعال المرتبطة بمشكلةٍ محدّدة، يجري من خلالها ابتكار أفكارٍ جديدة.
7- أعواد المثلجات
تفيد هذه الطريقة من استراتيجيات التفكير الابداعي في التدريس في إثارة الطلاب، ورفع مستوى تركيزهم، وتشجيعهم على التعلّم.
الطريقة
تُنفّذ هذه الطريقة بكتابة المعلم لأسماء طلّابه على عيدان المثلجات، ثم وضعها في صندوق؛ ليقوم بعد ذلك بسحب أحد العيدان خلال الحصّة الدراسيّة، ويُوكّل الطالب الذي يحمل العود اسمه بإجابةٍ على سؤال، أو إنجاز مهمّةٍ معينةٍ.
فوائد استخدام طرق التدريس الإبداعيّة
استعمال الطرق التقليدية بات قديماً ومملاً، لا سيما بعد اجتياح الصور والأصوات ومقاطع الفيديو لحياة أبنائنا، وذلك جعلهم يفتقدون الدافعية للانتباه في أثناء حصصهم المدرسية، فكان لا بد من إيجاد الوسائل الإبداعية والجذّابة لتصل المعلومة والفائدة إلى قلوب أبنائنا وعقولهم.
وقد جمعنا لك –عزيزي المعلم- مجموعةً من الفوائد التي تجنيها عند اعتمادك طرق التدريس الإبداعية، والتي ستُشجّعك على استخدامها في حصصك الخاصّة:
- تُشجّع الوسائل الإبداعية الطلاب على البحث، واكتشاف الأدوات الجديدة التي تنمّي عقولهم.
- تتيح للطلاب فرصة التعلّم بسرعةٍ، وتحسين مهارات حل المشكلات لديهم.
- تعلّمهم كيفيّة التواصل والتعاون مع الآخرين، وإدارة وقتهم، وتحديد أولويّات مهامهم.
- تجعل عملية تلقي الطلاب للمعلومات سلسة ومبسّطة، وتمكّنهم من معرفة الأساسيات بسرعةٍ.
- تساعدك على التحقّق من فهم طلابك، ومعرفة ما يعانون منه، لإيجاد الحلول المناسبة.
- تُحسّن من تقييم الطلاب لأنفسهم، لأنهم فهموا ما تعلّموه، ويعرفون بذلك ما ينقصهم.
- تُنشّط الوسائل الإبداعية الفصول الدراسيّة، وتجعلها أكثر إثارةً، وتحثّ الطلاب على التفاعل بصورةٍ أكبر.
ممّا سبق عرفنا أهمية استعمال طرق التدريس الإبداعيّة، التي تُشعل الحماسة وحبّ التعلّم في قلوب الطلاب، وتمكّنهم من فهم ما تعلّموه بأسلوبٍ بسيطٍ وممتعٍ، بعيداً كل البعد عن الحصص المملّة والجافّة.
لذا اعتُمدت هذه الطرق في مدارس المواكب الدوليّة؛ لأننا نسعى بجدٍ لخلق بيئةٍ دراسيّةٍ داعمة، تنمّي في قلوب طلّابنا حبّ المعرفة، وتمهّد لهم الطريق ليصبحوا أناساً ذوي شأنٍ كبيرٍ في المستقبل.
تحرير: مدارس المواكب الدوليّة©
المصادر: lowa state university mosoah + mawoodo3